كتب الشاعر المبدع أ. ادريس العمراني. نصا بعنوان......حائط الأنتظار... .
حائط الانتظار
طال الفراق و اشتد حر النوى
لا الدمع يشفي و لا الفؤاد صابر
ضاق الصدر و تمكن مني الهوى
الناس نيام و الجفن بعدك. ساهر
لم تزدني فيك الأحلام إلا عطشا
سقم في الجسم و النحول ظاهر
لهجرك طاب الجرح و استوى
جمر في الأحشاء و العقل حائر
يا هاجرتي لم بالغت في الجفا ؟؟
حتى ذبلت بعدك المزاهر...
تناهيد الليالي كواسر بين أضلعي
و آهات النهار شابت لها النواظر
مزقتني حراب منك فيها مصرعي
و أشواق كأنها السيوف البواتر
كسيح و اليأس تهتز له أصابعي
و الحروف دم اعتصرتها الدفاتر
حال خيط الوصل و تعذر اللقا
فلا رسول منك يأتيني و لا خبر
حتى بساتين الوصل التي جمعتنا
غطتها أشواك الهجر كأنها مقابر
فهل ريح المحبة لم يكن قائما؟؟
و لم تتمايل على كتفي الظفائر
و لا أرخت علينا النسائم ظلالها
و لا انكشفت بيني و بينك السرائر
أحن لأيام خفق الصدر لصفائها
كأنها سحاب لعبت بها الأعاصر
اثنين و البدر في الدجى يرافقنا
و نسيم تتمايل على ركبه العصافر
و الشمس تمتطي رشف العيون
كأنها بريق و الكحل فيها ظاهر
قيثارة عشق تسامرنا على أنغامها
تكسرت أوثارها و أسدلت الستائر
أحاديث الحب كم افترشنا ظلالها
و ضوء النجوم في محياك غائر
غيري ينام على سرير العشق زاهيا
و أنا كل ليلة على الأعتاب ساهر
مر نصف العمر لم أر له طعما
بين محطات الشوق اليك أسافر
شربت مرارة الصبر أحسبه بلسما
أدمنته غصبا فزادني شربه انهيار
هان عليك الود و ظلمت حبيبا
توالت عليه الخطوب و الدوائر
أهكذا يكون الحب يا هاجرتي
ظلم وقسوة جفت لهما المحابر
ادريس العمراني
تعليقات
إرسال تعليق