كتبت الشاعرة المبدعة د. عائدة الطلوزي. نصا بعنوان...... على رصيف الانتظار.......
على رصيفِ الانتظار
تائهةٌ أنا بين عصيانِ اللقاء
وبين صرخاتِ حنينٍ لأحبةٍ
غادروا وطواهم خلفهُ الضّباب
صدى الحنينِ كرعدٍ يملأ السّماء
والأشواقُ على شفاهِ الليلِ
تراتيلُ عزفٍ حزينٍ
وعلى أفواهِ الطّيورِ أشجانُ غِناء
تائهةٌ أنا بين أوجاعٍ وأحزانٍ
أُختزِلتْ في الفؤادِ وأقامَت
وعلى ذراعِ الصّبرِ تُسنَدُ الرّوحُ
لكنّها عجزتْ أن تُقوّمَ
إعوجاجًا وتصدعًا أصابَ روحي
تائهةٌ أنا بين ظلماتِ ليلٍ بهيم
وبين تلبدِ الغيومِ في السّماء
لا قمرًا أشكو له لوعةَ الاشتياقِ
ولا نَجمًا أسردُ له الحِكايات
شاخصةُ العينينِ نحوَ السّماء
أقرأ ما دُوّنَ من ذِكريات
بين أروقةِ السّحابِ أرى ظِلَّها
تستفزُّ أدمع المآقي والمحاجر
فتسيلُ بغزارةٍ على الوجنتينِ
فيَزيدها شحوبًا واحتراقًا البُكاء
تائهةٌ أنا على ضفافِ الأشواقِ
ما أنسَتني إيّاها تَوالي الأيّام
وبين أنفاسٍ حائرةٍ في الصدرِ
وما بينَ الشّهقاتِ والزّفراتِ
والنعشُ ينتظرُ أن تُسجّى عليهِ
ولكنّها تخافُ الموتَ قبل اللقاء
أتشبّثُ أنا بتلابيبِ الحياةِ
أنتظرُ على رصيفِ الانتظار
ونبضُ القلبِ يلاحقُ الأطيافَ
بين ظلالِ القمرِ والضّياء
حائرةٌ أنا بينَ أوجاعٍ تلتهمُ
بنهمٍ ما تبقّى من جَوارحي
وبينَ جراحٍ نازفةٍ في الفؤادِ
والألمُ ينسابُ من بين شقاقِ
الجراحِ يصيحُ أنينًا ورَجاء
وأنا بينَ الجّراحِ أسيرُ بكبرياء
مُتَصنَّعٌ ذاكَ الكِبرِياء
فأنا لستَ إلّا هوانًا وضعفًا
أتوهمُ بعضَ قوةٍ وبعضَ إباء
أتجرعُ كؤوسَ العذاباتِ بصَمتٍ
والقلبُ يتَمنّى من العللِ شِفاء
تائهةٌ أنا بينَ نداءٍ أسمعهُ بأعماقي
يتحدّى الألمَ والوجدَ والعَناء
وبين غلِّ على فراقٍ عنيدٍ مراوغٍ
على ضفافهِ سقطَ قتيلًا اللقاء
على رصيفِ الانتظارِ
أدعو وأبتهلُ لربِّ السَّماء
ففراقُ الأحبةِ يا رفاقي مؤلمٌ
والنفسُ أضناها العذابُ والشّقاء
عائدة طلوزي ..الأردن

تعليقات
إرسال تعليق