كتب الشاعر المبدع. أبراهيم عثمان. قصيدة بعنوان...... لا بوصلة إلا قلبك......
"لا بوصلة لك الا قلبك "
يا أيّها الضائعُ في ليلِ الأسئلة،
يا سليلَ الغربةِ المنسوجةِ من لهبٍ وندى،
تُحاصرُكَ الجهاتُ الأربعُ كقبرٍ
وأنتَ تبحثُ عن بوصلةٍ
من كسرةِ نجمةٍ تتدلّى في صحراء المعنى.
تموتُ وأنتَ تحلمُ،
تحلمُ وأنتَ تموت،
كأنَّ الموتَ نفسُه صارَ حجراً
يُضيءُ إذا اصطدمَ به قلبُكَ المدمّى.
أيّها المُحبُّ حتى العظم،
يا مصلوباً على وتَر الوجد،
أرأيتَ كيفَ ينهضُ النورُ أحياناً
من بينِ الشقوقِ السوداءِ في صخرةٍ
ليفيضَ على الجبالِ والسهولِ والأودية؟
ذلك النورُ،
ليسَ للحداثةِ ولا لِما بعدَها،
ذلك النورُ يتيمٌ،
طفلٌ خرجَ من رحمِ دمعتِكَ،
يرضعُ من يأسِكَ،
ويكبُرُ فيكَ حتى يصيرَ أملاً
أكبرَ من أن تُحصيهِ الكتبُ والفلسفات.
فابكِ يا صديقي…
البكاءُ صلاةٌ حينَ تنفدُ الصلوات،
والحزنُ نايٌ إذا عزفَ،
انشقَّتْ السماءُ ليخرجَ منها اللهُ خفيةً،
ويقول لكَ:
"امضِ، لا بوصلةَ لكَ إلا قلبُكَ".
بقلم ابراهيم عثمان

تعليقات
إرسال تعليق