كتب الشاعر الاديب المبدع. د. كريم حسين الشمري. قصيدة بعنوان..... نشيد السراب..

 💫 نشيدُ السراب 💫

💝 غناءُ الروحِ حُلماً في ضميرِ المدى

تسري الطيوفُ على الأشواقِ والنجوى

ليلٌ على الكتفِ المحزونِ منكسراً

نسجُ التعلّقِ أهداباً على البهوى

أضواءُ روحٍ تُنادي الغيمَ في لهفٍ

ويحضنُ الغصنَ أسْوَدُ ظلّهُ كَوى

كأسُ التلاقي تُفِيضُ الوجدَ في شجنٍ

يسري كأنفاسِ خمرٍ لامستْ نَدى

ريحٌ تُثاقِلُها الأشواقُ فارتجفت

كأنها وجمُ ليلٍ فاضَ وانطوى

نورُ الشعاعِ على الآهاتِ منبثقٌ

ينسلُّ شِعراً يُغنّي في الدجى نوى

تنسابُ أحلامُنا سُكرى كفَراشَتِها

تُلامسُ الفكرَ بالأفكارِ حينَ سرى

شُبّاكُ حُرّيّةٍ بالوَجعِ مُوثقُهُ

والظلُّ يختبئُ المحزونَ إذْ خَفَى

قضبانُ سرٍّ وأرحامُ الأسى صدى

تفوحُ بالذِكرِ سوسنُها وقد ذَوى

سَكْنُ السُكونِ حكاياتٌ على خجلٍ

دهشٌ وتَطفلُ أوهامٍ غدتْ سُهى

أنفاسُ ماءٍ على النرجِسِ انسكبت

تعطرُ الدربَ إن مرّوا على المدى

والثقبُ ممتدٌّ التعليلُ ما ارتقى

سراً بأحداقِ وجدانٍ إذا حَفَا

أشواقُنا أسْفَرَت عن سفرِ ذاكرةٍ

والمسيحُ هاجسُ البعدِ الذي جفا

ضحكاتُنا عَبَراتٌ إن نطقتْ لَها

شَفَةُ النحلِ في سكرٍ وما اكتَفى

أنثى المماتِ على شَوكِ التفرُّعِ

صهوةُ الخيلِ نحوَ المجدِ إذ عفا

في غفلةِ الغزلِ المسكونِ بالعطشِ

رسمُ الخيالِ تضاريسٌ بها اكتفى

كأنما الصمتُ طيفُ الندمِ ارتدى

عفنَ المرارةِ في ليلٍ به اكتوى

شقّتْ فراغاتُنا دهراً على كبدٍ

وعشقُنا الأرضَ إن عانَتْ من الجوى

أيدي التوحُّدِ في الشكوى لها لَهَبٌ

كالقنبِ اشتعلتْ ناراً على الهوى

زهورُ توليبَ في أوردتنا ازدهرت

تشدُّ قضباننا جهداً إذا غوى

جنونُ ريحٍ غناؤهُ على وترٍ

ونبضُ سَمعٍ على الأنغامِ قد غفا

فمُ الزعلِ بنغمةِ الشكِّ منتحبٌ

كأنّهُ الليلُ بالأوجاعِ قد نَفَى

تبكي الحروفُ على زلاتِها وجَعاً

كأنّها زَعَلٌ بالبردِ قد خَفَا**

---

✍️ بقلم: الشاعر الدكتور كريم حسين الشمري

📜 "نشيدُ السراب" – مقطوعة على بحر المنسرح