كتب الشاعر الاديب المبدع. د. كريم حسين الشمري قصيده بعنوان...... عبرات الابدية ......

 "عَبَرَاتُ الأَبَدِيَّة"

(على البحر الهَزَج – مفاعيلن مفاعيلن)


يُطِلُّ الموتُ من سَربٍ،

كجُدرٍ هاجمَ الدّربِ،

يُغَشِّي الحلمَ في قلبي،

ويُدني نَسغَهُ الغَرْبِ.


يُحَطِّمُ وجهَ أَبديّهْ،

بمِعولِ هَمّهِ الخَفيّهْ،

يُذيبُ الظِلَّ في فِيهِ،

ويُشقي صَمتَهُ الضِّرْبِ.


تَهاوتْ عزّةُ الأوجاع،

وصارَ الجُهدُ للأضلُعْ،

يَناجي مَجهلاً جُرْحاً،

كمَكْفوفٍ بلا مَطْلَعْ.


تَصَفّحَ صَخرَةَ الأشكال،

فَخابَ الظّنُّ بالأقوال،

تَماهي نَظرَةِ الأذهال،

تُبَعثِرُ مُهجَةَ القَلْبِ.


تَخافُ الصَّمتَ من صَمتٍ،

وتَجْري دَمْعَةُ الشَّمتِ،

كَأَوهامٍ على اللَّفتِ،

تُذِيبُ الوَجْدَ بالثَّلبِ.


دموعُ الحُزنِ مُشتَعِلَهْ،

كَأنَّ الرّوحَ مُختَلَّهْ،

جَنابُ الصَّدقِ في عِلَّهْ،

وَصَمتُ العُرْفِ لم يُجْبِ.


تَحَرّكها رِياحُ الوَهْم،

وتُوقِدُ لَوعَةَ الأَلَمْ،

يُديرُ اليأسُ آهاتٍ،

كأمواجٍ من السَّغْبِ.


تَراقصَهُ مَجازاتٌ،

بِها خَدعٌ و"ألقابُ"،

وعِطرُ المِسكِ إنْ بادا،

تَشَمّمَهُ شقِيُّ الكَربِ.


تَنَفّسْتُ السُّهادَ قَسْراً،

وفوقَ العُشبِ عِشتُ حَسرى،

وشيطانُ الأسى يَجري،

بكُرَاتِ النَّوى تَسْبي.


خُطوطُ الدّهرِ منسوجَهْ،

بأيدي القَدْرِ مَرجُوحهْ،

وحُزنُ الغُربَةِ المَفجُوعْ،

يُجَمِّلُ صَمتَةُ التَّربِ.


تُنازِعُني خُطايَ الآن،

وتَسْلبُ قوتي الأحزان،

وفي سَاحاتِ أهلِ الجُبن،

يَبيتُ الوَهمُ في الخِبِّ.


سَحَبتُ الدَّهرَ من شَريان،

وصارَ الزَّفْرُ نِيرانِ،

وشُعْلَتُها تُرِي العُدوان،

حُروبَ الجُرحِ والسَّبْيِ.


أَفيضُ الآنَ في نَزفٍ،

وصاعقَةٍ بلا كَشفٍ،

فتنذُرني دُجى الأَسْفِ،

بأَنَّ الحُلمَ لم يُجْبِ.


---

الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر المبدع. محمد ابو شدين. قصيدة بعنوان...... أمين العهد.......

كتب الشاعر المبدع. د. حلمي علي ناصر. قصيدة بعنوان..... إلى أرض الحجاز.......

كتبت الشاعرة المبدعة د. عائدة الطلوزي. نصا بعنوان...... على رصيف الانتظار.......