كتب الشاعر المبدع. د. أحمد جاد الله. نصا بعنوان ...... قطرة.......
قَطْرَة ✍️ أحمد جاد الله
قَطْرَةٌ... رَقْرَاقَةٌ مِنْ مُقْلَةِ العَيْنِ تَسِيلْ
تَحْمِلُ سِرّاً فِي حَنَايَاهَا دَفِينْ
قَدْ تَكُونُ لَوْعَةً مِنْ قَلْبٍ حَزِينْ
أَوْ فَرْحَةً كُبْرَى... لَهَا مَعْنىً جَمِيلْ
أَوْ دَمْعَةَ الشَّوْقِ لِأَحْبَابٍ رَحَلُوا
أَوْ خَشْيَةً فِي خَلْوَةٍ... لِلْخَالِقِ الْجَلِيلْ
قَدْ تَكُونُ شَكْوَى مُسْتَضْعَفٍ قَلَّ النَّصِيرْ
أَوْ تَوْبَةً صَادِقَةً... مِنْ زَلَّةٍ وَذَنْبٍ كَبِيرْ
صَغِيرَةٌ لَكِنَّهَا... أَبْلَغُ مِنْ كُلِّ الكَلَامْ
تَرْوِي حِكَايَاتٍ... وَتُخَفِّفُ مِنَ الآلَامْ
تَنْحَدِرُ فَوْقَ الخُدُودِ... كَاللآلِئِ فِي انْسِيَابْ
تَغْسِلُ هَمّاً عَالِقاً... أَوْ تَفْتَحُ لِلرُّوحِ بَابْ
لُغَةٌ بِلاَ حَرْفٍ... تُفْهَمُ دُونَ مُرَاجِعٍ أَوْ كِتَابْ
قَطْرَةُ نَدَىً فَوْقَ زَهْرٍ فِي الصَّبَاحْ
تُحْيِي بَرِيقَ الحَيَاةِ... وَتَنْشُرُ الأَفْرَاحْ
تُهْدِي لِأَوْرَاقِ الشَّجَرْ عِطْراً يَفُوحْ
وَتُوقِظُ الطَّيْرَ لِيَشْدُوَ... مُبْتَهِجَ الرُّوحْ
أَوْ قَطْرَةُ مَاءٍ... تُعِيدُ الأَرْضَ لِلْحَيَاةْ
تَسْقِي ظَمَأَ الرُّوحِ... وَتَمْحُو كُلَّ آهْ
وَإِذَا تَجَمَّعَتْ قَطَرَاتُ السَّمَاءْ
صَارَتْ سُيُولاً تَجْرِي... تُنْعِشُ الأَرْجَاءْ
تُخْصِبُ صَحْرَاءَ القُلُوبِ... وَتَمْنَحُ النَّمَاءْ
مِنْ أَعَالِي السُّحْبِ تَهْوِي... أَوْ مِنَ الجَفْنِ الرَّقِيقْ
تَسْقُطُ فَوْقَ الثَّرَى... أَوْ فَوْقَ غُصْنٍ وَرِيقْ
لَحْظَةٌ عُمْرُهَا... لَكِنَّهَا تَحْفِرُ عَمِيقْ
أَثَراً لاَ يُمْحَى... فِي خَاطِرٍ أَوْ طَرِيقْ
فِي صَمْتِهَا تَحْكِي فُصُولاً مِنْ عُبَرْ
تُجْلِي صَدَى النَّفْسِ... وَتُضِيءُ كَالْقَمَرْ
آيَةٌ مِنْ صُنْعِ رَبِّي... فِي الجَمَالِ وَالبَهَاءْ
تُخْبِرُ عَنْ قُدْرَةٍ... تَتَجَلَّى فِي عَطَاءْ
يَا قَطْرَةَ الحُزْنِ أَوِ الفَرَحِ العَمِيقْ
يَا رَمْزَ النَّقَاءِ الصَّافِي... يَا أَنْقَى رَفِيقْ
فِيكِ مِنَ الأَسْرَارِ مَا لَيْسَ يُطِيقْ
وَصْفُهُ بَيَانٌ... أَوْ يُحِيطُ بِهِ مَنْطِقْ
فَلاَ تَسْتَهِنْ بِهَا إِذَا العَيْنُ بَكَتْ
أَوْ رَأَيْتَهَا كَالنَّجْمِ فِي وَرْدٍ سَكَتْ
فَفِي كُلِّ قَطْرَةٍ... قِصَصٌ سَكَتَتْ، ثُمَّ حَكَتْ
فَتَأَمَّلِ القَطْرَةَ... وَاسْتَلْهِمْ مِنْهَا العِبَرْ
فَهِيَ رِسَالَةُ الكَوْنِ... لِكُلِّ مَنْ نَظَرْ
Ahmed gadallah

تعليقات
إرسال تعليق