كتب الشاعر المبدع د. جميل احمد شريقي. قصيده بعنوان...... العائله المعاصره......
العائلة المعاصِرة
=============
في قَرنِنا الحاليِّ تعني العائلةْ
البغضَ والتدليسَ بل والبلبلةْ
أفرادُها مستسلِمونَ لشهوةٍ
متفرِّقونَ ومالَهم من سِلسلة
يتجمَّعونَ على الموائدِ مكسباً
مثلَ الوحوشِ تراهُمُ في المنزِلة
وإذا مَضَوا فحِبالُهُم مقطوعةٌ
وَ وُعودُهُم بعدَ التفرُّقِ باطلة
وكبيرُهُم كالرَّسمِ لا يُصغى لهُ
فهوَ الكبيرُ وإنَّما في المهزلة
كالعيسِ هُم في البيدِ يذبحُها الظَّما
والماءُ في شَنٍ يسيلُ لِمَقتَلةْ
قالوا: نُجَمِّعُ بعضَنا كقبيلةٍ
وبها نحُلُّ لِكُلِّ فردٍ مشكلةْ
فَتجَّعوا لكن بدونِ توحُّدٍ
وتفرَّقوا بشتيمةٍ أو بهدلة
روحُ القبيلةِ تقتضي بذلَ الغلا
من اجلِ فردٍ كي يعودَ بمَرجلة
إن كانَ مأسوراً فككنا أسرَهُ
او كانَ مديوناً حَللنا أحبُلَه
في عصرِنا الحاليِّ ما من إخوةٍ
باعوا الإخاءَ لقاتلٍ او مقصلة
فغَنيُّهُم عبدُ الدراهمِ والنِّسا
ومديحِ أغرابٍ سقَوهُ المِبوَلة
جُبناءُ مانصروا أخاً في محنةٍ
أبداً ولا بذلوا لأُختِهِمُ صِلة
تركوا ذئابَ الإنسِ تنهشُ لحمَها
كالشامتينَ بها. فأينَ المَرجَلة؟
أينَ الرجالُ وللقبيلةِ أهلُها؟
أينَ المروءةُ في زمانِ القلقلة؟
أينَ الكرامُ؟ ولا كرامَ بعصرِنا
فالجودُ ولّى حينَ أعلنَ مَقتَلَه
في عصرِنا الحاليِّ شيخٌ أزعرٌ
وأخٌ عدوٌّ أو عيونٌ قاتلة
وابنٌ يزيدُكَ من عقوقٍ حاسباً
أنَّ العقوقَ من الصفاتِ العاقلة
لا تَرتَجِ الإخوانَ في عصرِ الخَنا
عصرِ المصالحِ والحقوقِ المُغفَلة
فالكلُّ يحيا في (الأنا) ولأجلِها
وَ يظلُّ يزعمُ حُبَّهُ للعائلة
يا أيُّها الفردُ الضعيفُ بأسرةٍ
واللهِ لن تقوى بها في مرحلةْ
يا أيُّها الفردُ الفقيرُ بمثلِها
الموتُ أرحمُ من جحيمِ المسألة
قالت: أخي، في السجنِ أمسى فِلذَتي
من جهلِهِ ، تبّاً لتلكَ المَجهَلة !!
هلا سعيتُم كي يعودَ لأُمِّهِ
وتقرَّ عيناً بالفتى وتُقَبِّلَه؟؟
هلّا جمعتُم من قليلِ متاعِكُم
كي تسعدوا قلبي بغيرِ الحوقلة؟
فإذا بهم بخلوا عليها بالندى
وتفرَّقوا مثلَ الديوكِ بمزبلة
زمنُ التفكُّكِ والقساوةِ والأذى
لا خيرَ فيهِ ولا الأخوَّةُ زلزلة
لا (نحنُ) فيهِ وإنّما كلُّ(الأنا)
والقاطعونَ الرحمَ خوفَ المَبذَلة
في عصرِنا الحاليِّ ربُّ العائلة
كالعبدِ مخدوعٌ بروحِ العائلة
فاضرع لمولاكَ الكريمِ فوحدَهُ
حينَ الدهاءِ يجيبُ دونَ مُساءلة
===================
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
تعليقات
إرسال تعليق