كتب الشاعر المبدع د. سؤدد أسامه الخطيب قصيده بعنوان (( كُتب الصيام ))

 قـصـيـدتـي  بـعـنـوان  

كُــتِـبَ الـصِّـيـامُ

قــلــبــي  بـــحـــبِّ  اللهِ لا يَــتَــصَــدَّعُ

وإلـــيــهِ  دومًـــــا  خــاشِـعًـا  أتَــضــرَّعُ

قــلـبـي  بــحـبـلِ  اللهِ مــوصــولٌ بــــهِ

وصـــلُ  الـحـبـيبِ  بـخـافقي لا يُـقـطعُ

جــنَّــدتُ  نــفـسـي  لـلـعـبـادةِ  طــائـعًـا

طــمـعًـا  بــــرزقٍ  مِـــنْ  إلــهـي أجــمـعُ

فَــرَضَ  الـصِّـيامَ عـلـى الَّـذين تـمسَّكوا

فـــي  حَـبـلِـهِ  صــبـرًا فـلـنْ يَـتـزعزَعُوا

سُـبـحـانَ  مَـــنْ  خَـلَـقَ الـخَـلائقَ حُــرَّةً

فـــي  عُـــروةٍ  وُثــقـى فـلـنْ يَـتـنازعُوا

بــلـبـاسِ  تــقــوى  كُـمِّـلـتْ أوصـافُـهـم

طُـوبـى  لـمـنْ عَــرفَ الـصَّوابَ فـيسمعُ

يــــا  أيُّــهـا  الـشَّـهـرُ  الـعـظـيمُ مـكـانـةً

قــــدْ  زُرتَــنــا  ضَــيـفًـا  عــزيـزًا تـقـبَـعُ

أنــعِـمْ  بـشـهـرِ  الــصَّـومِ فــي نـفـحاتهِ

قـــد  زادَنـــا  وَلــعًـا نَــصـومُ ونَـخـشـعُ

فــلــقـدْ  غــسَـلْـتَ  ذنــوبَـنـا وقـلـوبَـنـا

وجـعـلـتَـنا  نــهــوى  الــمَـكـارِمَ  نــتـبـعُ

فـالـضَّـيفُ  غـــالٍ  بــيـنَ بـيـنَ عـيـونِنا

حـلـوى  الـضِّـيافةِ فــي الـقـلوبِ تُـوزِّعُ

رَحَــمَــاتُ  شَــهـرِ  الـمُـكـرُماتِ كـثـيـرةٌ

لا  لا  تُــــعـــدُّ  فــضــائــلٌ أو تُــجــمــعُ

حَــسـنـاتِـنـا   وصــلاتَــنــا  وصــيـامَـنـا

وزكـــاتَـــنــا   بــمــحــبَّـةٍ  لا  نـــقــطــعُ

فـصِـلـوا  بـــهِ  رحِــمًـا  تـقـطَّـعَ وصــلُـهُ

واسْـعـوا  لـوصـلِ الـقـاطعاتِ لـتُـقطَعوا

رمــضــانُ  شــهــرٌ  بـالـمـكارمِ  جُـمِّـلـتْ

أيَّــامُــهُ  الـفُـضـلـى  ربــيـعًـا تــرتَـعُ     

فـــيــهِ  شـيـاطـيـنٌ  تــصـفَّـدَ  كــيـدُهـا

فــالـكـيـدُ  ولَّـــــى  هــاربًــا  لا يَــرجِــعُ

لــلـهِ  نـسـجـدُ  ســجـدةً فـــي صـومِـنا

طُــلـنـا  الــسُّـجـودَ  بــطـاعـةٍ نـتـضـرَّعُ

ونــصــومُ  لـلـمـولـى  بــــدونِ تـضـجُّـرٍ

ونــحـسُّ  كـيـفَ  الـجُـوعُ فـيـنا يَـقـرعُ

وهــنــا  نــحـسُّ  بـحـالـةٍ مِـــنْ فَـقـرِنـا

وإلــــى  الإلــــه  مــلاذُنــا لـــو نَــجـزَعُ

وشـفـاهُـنـا  يــبـسـتْ  لــمــاءٍ تـشـتـهي

ونــجــاتُــنـا  بــسـفـيـنـةٍ  إذْ  نـــشـــرَعُ

ونــغــضُّ  أبــصــارًا  نــصـونُ نـفـوسَـنا

فـيَـهـونُ  صــبـرٌ  فــي الـجَـنانِ سـنـرتَعُ

بـــعــدَ  الــعــشـاءِ  تــطــوعٌ  بــتــراوحٍ

عــشــريـنَ  أو  أدنــــى  لــــربٍ نــركَــعُ

لا  لـلـنَّـمِـيـمَـةِ  والــفُــجــورِ أحــبــتــي

فــالــذَّاكــرونَ  الــعــابـدونَ  تَــرفَّــعـوا

فـــي  حِـكـمـةٍ  صـــامَ الـعـبادُ فـريـضةً

نــسـمـو  بــأخــلاقٍ  بــصــومٍ نــخـضَـعُ

إنّ  الــصَّــيـامَ  أســـاسُــهُ  فــــي نــيَّــةٍ

مــعــجـونـةٍ  بــالــقـلـبِ  لا  تــتــزعـزَعُ

لا  لا  تـــصُــمْ  حــتَّــى تُــصـفِّـي نِــيَّــةً

فــي  كــلِّ شــيءٍ فــي حــواسٍ تـطمَعُ

يـــا  ويــلـهُ  مَـــنْ صـــامَ دونَ مـخـافةٍ

حــتَّــى  يُــقــالَ  فــصـومُـهُ  لا يـشـفَـعُ

مـــا  يـنـفعُ  الـصَّـومُ الـطَّـويلُ سـذاجـةً

إلَّا  الــسَّـمـاحـةُ  والــتَّـصـافـي يــنـفَـعُ 

فاللهُ  يــعــلـمُ  مـــــا  تـــكِــنُّ ســـرائــرٌ

بـخـواطرٍ  فــي الـنَّـفسِ هـمـسًا يـسـمَعُ

هـــو  عــالِـمٌ  وعــلـى الــدَّوامِ بـعـلمهِ  

ســـوءُ  الـنَّـوايـا  فـــي قــلـوبٍ تـجـزَعُ

حُـسـنُ  الـنَّوايا فـي الـصِّيامِ دلـيلُ مَـنْ

صـــــامَ  الــنَّــهـارَ  لــربِّــنـا  يــتــطـوَّعُ 

كُـتِـبَ  الـصِّـيامُ عـلـى الـعـبادِ لـتـتَّقي  

كـــلَّ  الـمـعـاصي  فـــي فُــجـورٍ تـمـنَعُ

هــــذي  الـنُّـفـوسُ  غـريـبـةٌ وعـجـيـبةٌ

كــــلُّ  الــنُّـفـوسِ  شــرورُهـا  لا تـشـبَـعُ

شَّــهــرُ  الـفـضـائـلِ  صــومُـهُ  وقـيـامُـهُ

فــــرضٌ  يُــقــوِّي  الــقـلـبَ  لا يـتـخـلَّعُ

صُـومُـوا  تَـصـحُّوا هــلْ عـلِـمتَ بـغـايةٍ

مـن  صـومِ يـومِكَ يـا فـتى مـا تـصنَعُ  

مــــا  الــصَّــومُ  إلَّا  جُــنَّــةٌ ووقــايــةٌ  

مـــن  غــيـرِ  صـــومِ جـــوارحٍ لا يـنـفَعُ

ضــاقـتْ  بــصـدري الـدَّائـراتُ بـحـمِلها

وبــــدأتُ  أشــكــو  حــالـتـي  أتــضـرَّعُ

دَيــــنٌ  وهــــمٌّ  واعــتـلالُ  مـعـيـشةٍ   

فــــي  رَهــبَــةٍ  أدنــــو  لــربِّــي أرجِـــعُ

فــإلـى  مــتـى  يـبـقى الـعـصاةُ بـغـيِّهم

لا  يــنــثـنـونَ  بــكـفـرِهـم يــتـوسَّـعُـوا

لا  يـنـثـنـونَ  عــــنِ الــرَّذيـلَـةِ والـخَـنَـا

سـبـحـانَ  ربِّ الــعـرشِ عـفـوُكَ أوسَــعُ

فـــإذا  رفــعـتُ  الــكَـفَّ أدعــو خـالـقي

كـــــلُّ  الأمـــــورِ  بــحــولِـهِ  تــتــسـرَّعُ

رُحــمــاكَ  ربِّــــي  إنَّ  قــلـبـي مــذنــبٌ

ومـقـصِّـرٌ  قـــدْ  جــئـتُ بــابَـكَ أقـــرَعُ

فــهـوَ  الـعَـلـيمُ  ولــيـسَ  يُـغـلِـقُ بــابَـهُ

ثـــوبَ  الـرَّذيـلـةِ  عـــنْ حـيـاتي أخـلَـعُ

حــتَّـى  أتــوبَ عــنِ الـذُّنـوبِ جـمـيعِها

لا  لا  أطــيـقُ فـغـايـتي بـــكَ تـشـفَـعُ  

يــــا  ربُّ  ذنــبــي إنْ عـصـيـتُكَ مـــرَّةً

ثــوبـي  تــمـزَّقَ  كــيـف  بـــي إذْ أرقَــعُ

بــحـيـاءِ  وجــــهٍ  أسـتـمـيحُكَ غــافـرًا

لـلـذَّنـبِ  فـــي  طَــمَـعٍ وكــلِّـي أخـضَـعُ

بــرضـاكَ  يـــا  ربِّـــي أعــيـشُ مُـكـرَّمًـا

أنــجـو  مـــن  الـكَـربِ الـعـظيمِ وأدفــعُ

وأتُــــــونُ  نــــــارٍ  لاهـــبــاتٍ  ألــسُــنًـا

لَـسْـعَى  تـلَـظَّى  فــي الـحُشاشةِ أفـضعُ

خــوفــي  مــــن  اللهِ الـعـزيـزِ لِــوحـدهِ

لا  خـــوفَ  مِـــن بَـشـرٍ حـقـيرٍ، أجــدَعُ

بـالـصَّـومِ  نـنـجـو  مــنْ عــذابِ جـهـنَّمٍ

نـسـمو  ونـسـمو فــي الـسَّـماءِ ونـسطَعُ

فـــــإذا  ابــتـلـيـتَ  فــربُّـنـا  مُـتـلـطِّـفٌ

يُــنـجـي  عــيـونًـا  طــاهــراتٍ تــدمَــعُ

يـــا  لـيـلـةَ  الـقَـدرِ الَّـتـي مِــنْ حُـسـنِها

لـــكــنَّ  مــثــلَـكِ  أجــمــلٌ  بــــلْ أروَعُ

هِــــيَ  لــيـلـةٌ  فـيـهـا  يُـحـقَّـقُ حُـلـمُـنا

نـسـعـى  بــجـدٍّ  فـــي جــداهـا مَـطـمَعُ

فـيـهـا  الـعِـبـادُ  تــضـجُّ بــعـد نـفـيرِهم

بــظــلالِ  ألـــفٍ  مـــن شــهـورٍ نـصـنَـعُ

فـــي  لـيـلـةٍ  قـــدري يــكـونُ كـمـا أرى

مِـــنْ  لُــطـفِ  ربِّــي قــد أفــوزُ فـأركَـعُ

مـــا  عـشـتُ  كــلَّ جـوارحـي مـرهـونةً

بــرضــاءِ  ربِّ  الــكــونِ حـتـمًـا نـطـمَـعُ

ازرعْ  فــسـائـلَ  مـــنْ نـخـيـلِ مــكـارمٍ

لا  بُـــدَّ  تـجـنـي  تــمـرَ مـــا قــدْ تــزرَعُ

هُــــزّي  إلــيــكِ  بـجِـذعِـهـا  وبـسـعـفِها

سـتُـسـاقِط  الــرُّطَـبُ  الـجَـنِّـىَ ويـنـفَعُ

أخوكم الشاعر د.سؤدد أسامة الخطيب


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر د. عمر مثنى البناء قصيده بعنوان.... عينيك أشواقي.....

كتبت الشاعره د. سميرة فياض نص بعنوان..... نبض يسأل.....

كتب الشاعر حسن محمد الادلبي نص بعنوان......حبيبي أنا.....