كتب الشاعر المبدع. د. جميل أحمد شريقي. قصيدة بعنوان...... وفاق وشقاق.......
وفاقٌ وشِقاق
===========
تلاقينا بِحُبٍّ كالرِّفاقِ
وذُقنا الوُدَّ في شهدِ المَذاقِ
وكانَ الوالدانِ لنا ربيعاً
ونحنُ الزهرُ في أحلى اتِّساقِ
وكانَت جَمعةَ الأبناءِ أحلى
نذوقُ الحبَّ من كفيِّ ساقي
وضِحكتُنا البراءةُ لا تُجارى
ونبعُ الحبِّ يجري باتِّفاقِ
كبرنا حزمةً تَقوى ببعضٍ
وشُدَّت بالحبالِ وبالوثاقِ
وواجهْنا الصعابَ بلا استياءٍ
فكُنا كالنموذجِ للرفاقِ
تعاهدنا بأن نبقى سوياً
كنهرٍ ليسَ تُزعجُهُ السواقي
ولم نعلمْ بأنَّ غداً سيأتي
بقطعِ الحبلِ أو حالِ انغلاقِ
مضى الأبوانِ وانفرطَت رُؤانا
وجالَ المالُ في فكرِ المعاقِ
وصالَت نسوةٌ فينا وجالَت
وأحكَمَت الوصايةَ بالخَلاقِ
فما عُدنا كما الماضي حزاماً
نشدُّ العودَ يقوى بالتصاقِ
وصرنا العودَ لا يرضى بعُودٍ
يشاركُهُ التجاورَ والتلاقي
لترضى الستُّ عن زوجٍ غبيٍّ
بدَت تُغريهِ دوماً بانشقاقِ
وتُطمِعُهُ بهجرانٍ و بَينٍ
وتسحبُهُ إلى بحرِ الشِّقاقِ
وجاءَ المالُ (دولاراً) و(ينّاً)
و(يورو) جاءَ يعبثُ بالنطاقِ
فجفَّ الودُّ والأرحامُ ضاعَت
وباتَ الودُّ يُربَطُ بالمآقي
تراكمَتِ المشاكلُ باتِّهامٍ
وقذفٍ وافتراءٍ واختلاقِ
وصِرنا مثلَ مَوتورٍ ينادي
لأخذِ الثأرِ ممَّن كانَ باقي
وطبعي أن أحنَّ إلى شقيقي
صغيراً كانَ أم فوقَ التراقي
فأطرقُ بابَهُ لأرى صدوداً
ودمعاً فيهِ آياتُ اختناقِ
أحنُّ إلى أبي يقسو علينا
لنبقى دائماً ضمنَ السِّياقِ
أحنُّ إلى آلتي قد أرضعَتنا
لِبانَ الحبِّ من غيرِ افتراقِ
أحنُّ إلى ليالٍ جمَّعتنا
صغاراً في فراشٍ او زُقاقِ
لكَفِّ أخي وقد شدَّت بعنفٍ
أخاها نحو ضمٍّ أو عِناقِ
تعالَ إليَّ يا بنَ أبي وأمّي
تعالَ ودَعكَ من حالِ النِّفاقِ
وصُن ظهري وكُن سندي وعيني
ولا تعجل بحرقِكَ واحتراقي
أيجمعُنا معاً فقرٌ وكوخٌ
ويُبعدنا الغنى من غيرِ راقِ؟
لقد كنا ومازلنا وفاقاً
فمالك مسرعاً نحو الخناقِ؟
ألا تبّاً لدنيا فرَّقَتنا
ومالٍ باتَ أسّاً للتلاقي
وتبّاً للتي تسعى لتبقى
على انقاضِنا ذاتَ اشتياقِ
==============
بقلمي
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
تعليقات
إرسال تعليق