كتب الشاعر المبدع. د. محمد هاشم الناصري. قصيدة بعنوان ...... مناسك الخيبة......
- مَنَاسِكُ الخَيبَةِ -
عَجَبٌ لِعِشقِكَ لَم يَزُرْ مِيقاتي
أيُسَمَّ ذَا حَـجٌّ بِلا عَرَفاتي
و لَبِسْتَ أثيابَ المَخِيطِ مُلَـبِّـيَـاً
أتَظُنُّ إحرامَـاً بِـهِ لِي آتِ
وَ سَعَيتَ أشواطاً تُكَدِّرُ فَرحَتي
وَ إلَيكَ تَسعَىٰ لِلصَّفَا خُطُوَاتي
وَ رَجَمتَ نَفسَك تدَّعي إلجامَها
وَ بِدُونِ وَعيٍ أدرَكَتْكَ حَصَاتِي
وَ نَحَرتَ أوداجَ المَوَدَّةِ بَينَنَـا
فَتَسَافَكَتْ في عِيدِهِ عَبَرَاتِي
وَ أرَىٰ ٱزدِلافَكَ مِن بُكاءِ مَحاجِري
وَ تَرىٰ انحِساري في نَدَىٰ دَمعاتي
أتُرَىٰ بِتَقصيرِ الشُّعُورِ أتَيتَنِي
وَ أنا التي ما قَصَّرَتْ كَلِمَاتي
فَلَقَدْ رَسَمْتُ مِنَ القَصائدِ لَوحَةً
وَ رُمُوشُ عَينِي في يَدِي فُرشَاتِي
وَ جَعَلتُ ألوانَ الرَّبيعِ تَحَوطُهَا
بِتَنَاغُمٍ وَ عَرَضتُهَـا كَفَتَاةِ
فَجَلَبتُ أزهارَ البَنَفسَجِ نَحوَها
وَ سَقَيتُهَا مِنْ خَجلَتي وَ فُرَاتي
وَ وَضَعتُها في إبتِهالِ مَعَارِضِي
وَ نَوَيتُها فَكَأنَّها صَلَوَاتي
وَ تَلَوتُ حُبَّكَ في مَحاريبِ الهَوَىٰ
حَتىٰ تَداعَىٰ مَسجِدُ الآهاتِ
وَ تَصَدَّعَتْ جُدرانُهُ بِأنِينِهَا
فَكأنَّهَـا قَد زُلزِلَتْ في ذَاتي
وَ تَراكَمَ ٱلـهَـمُّ الثَّقيلُ بِحَضرَتي
مَعَ مَـا بِهَا مِنْ زَحمَةِ الحَسَرَاتِ
فَتَنَافَسَ المَوتُ البطيءُ وَ خَيبَتِي
بِنِهَايَتِي وَ تَصَدُّعِي وَ وَفَاتِي
د.محمدهاشم الناصري
العراق.
تعليقات
إرسال تعليق