كتب الشاعر الاديب المبدع. د. كريم حسين الشمري. قصيدة بعنوان...... يجول التراب بروحي......

 💜يجول التراب بروحي 💜

يجولُ التُّرابُ بروحي إذْ سَرى السَّيـلُ عبرَ ضِياءِ النُّورِ وانْـسَكبا

وراحتْ رمالُ الدَّربِ بيضـاءَ ناصِعةً كالأجنِـحَاتِ إذا صَفّتْ بها السُّحُبَا


وصادَمَ المَـضِيُّ دروبَ النُّـورِ مُنعطِفًا

يبلُغُ الخَفـاءَ بأنفـاقٍ بهِ عَجِبَا


توحَّدَتْ كزهـورِ التولِيـبِ مُنتشـرًا

عِطرٌ تُـقبِّلهُ الأرواحُ إذْ شَرِبَا


على نوافـيرِ دَمـعِ الأرضِ قدْ وُقِفَتْ

أتـربةُ الخُـلُودِ، وسَـارَ الدَّهرُ مُضطربَا


الرِّضا يُفـرِشُ الأرْضَ استـكانَ لهُ

فيضًا يُبـاركُ في السّجـودِ إذا انْتَصَبَا


وفي ظِلالِ الشَّجَرِ الطُّـيرُ الهَوى رَقَدَتْ

لا تَغـربُ الرُّوحُ إذْ بالشّـوقِ قدْ وهَبَا


وليـتطفَّلَ عزفُ الصَّنوبرِ مُنتشيـًا

إذا النَّسـيمُ جَـرَى والـضَّوءُ قَدْ كَتَبَا


الأقـدارُ تُنـبئُ بالأضواءِ مُشتعِلًا

عيدانُها كالنَّـدى بالنبـضِ مُحتَجِبَا


وأعشَـاشُها حجـبَتْ فصلَ الخريـفِ فلا

ريحٌ تُـبدِّدُ أوراقَ الرُّؤى تَعِبَا


هزَّازُ روحي إذا ما الحُـلمُ قَدْ زَلِقَتْ

أنـاملٌ بترتْ أيامَها نَسَبَا


وما التَّعالي سوى بَـدعِ السَّرابِ إذا

تَجَـرَّدَ الحُلمُ في أوهامِهِ نَدَبَا


النفـاذُ أشرعةٌ والرِّيحُ تَـدفعُها

سقـوطُها لِذُرى الأشـواقِ مُنْتَحِبَا


واللُّؤلـؤُ انْهَمَرَ الدَّمعُ المُـرَوِّعُهُ

في كوؤسِ الزَّمَانِ الشَّـاحبِ شَحَبَا


أغفى الوَتَـرُ على اللحنِ الشَّـجيِّ وقدْ

ألقى الوئـامَ على الأشـواقِ مُرتَقِبَا


تراقصَ الوَهْـمُ في الأرواحِ مُبْتَـهَجًا

والصَّـبرُ تَاهَ كريحٍ في الظِّلالِ سُدَى


يُغـرّبُ الجَـذرُ أعـوادَ الرُّؤى وَهَنًا

فَتبقَـى في لُجُـونِ الغُربَةِ السُّـبُلَا


وأينما سَكَبَتْ نوافـيرُ الهـوى وجعًا

كانَ الخُـلُودُ بخارًا في الدُّجَى وَصَـلَا


فَيَدرِجُ الحُـزنُ في الآفاقِ مُكتـئبًا

كأنَّـهُ الكَـنَايُ السَّـاري إذْ رَحَلَا


والعتقُ للزمنِ المكفُوفِ يحمِلُهُ

خـوفٌ كـسَوفٍ إذا مَـرَّتْ بِهِ المُقَلَا


من العـذابِ توهَّجَ النُّـورُ مُحْتَرِقًا

كأنَّـهُ الشَّـمعُ إذْ يَحْتَـدُّ مُلْتهِبَا


تَحرُجُ الرِّيحُ في الألوانِ مُبْتَكِيًا

والدمعُ يَهطِلُ من ذكرى به انْقَضَبَا


وانْبعَثَ الأمسُ في الأطـرِ الّتي رَسَمَتْ

على المخـارجِ نُورًا كادَ مُنْحَجِبَا


عَشِبٌ على الأرضِ يَعدُ النَّـبضَ مُنْتَظِمًا

وفي الصَّحَارى تَرَاهُ الجـمرُ مُنْسَكِبَا


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر المبدع محمد نجيب صوله نص بعنوان..... إلى من أناديها.......

كتب الشاعر المبدع. جليد محمد الأمين. قصيده بعنوان...... خانوا قضيتنا......

كتبت الشاعره د. سميرة فياض نص بعنوان..... نبض يسأل.....