كتب الشاعر المبدع. حسين حمود. قصيدة بعنوان...... الفجر يهذي.......
الْفَجْرُ يَهْذٍي.
الرُّوْحُ تُبْصِرُ والنُّفُوُسُ شُهُوْدُ
إذْ زَفَّـهَـا خَـبَـرٌ بِـهِ الـتَّـمْجِيْدُ
في مَنْبَرِ الْأحْدَاثِ جَالَ حَدِيْثُنَا
شَـعْـبٌ يُـجَـاهِـدُ والْجِرَاحُ تَزِيْدُ
عَـامٌ وَنَـيْـفُ والْـحِـصَـارُ يَدُكُهَا
حَـتّـى لِـيُـغْـلَـقَ مَـنْفَـذٌ وَحُدُوْدُ
عُمْقُ الْجِرَاحِ تَزَلْزَلًتْ في حَالِنَا
حَتّى اعْتَرَانَا الـجُّـهْدُ والتّنْكِيْدُ
عَاثَ الْخَرَابُ بِأَرْضِ غَزّةَ كُلّهَا
حَتّى لِيَطْرُقَ جِـفْـنَنَا التّسْهِيْدُ
بِـهِ طِـفْلَـةٌ صَدَحَتْ بِآهِ نَوَازِعٍ
وَالْأرْضُ مَاجَتْ وَالْجِبَالُ تَمِيْدُ
كُلُّ الْأَمَانِي جُرِّدَتْ مِنْ عُمْرِهَا
والْعُمْرُ في كُرَبِ الزّمَانِ يُعِيْدُ
عَيْنٌ مِنَ الْوَيْلَاتِ تَضْرُبُ سَرَّهَا
فِــي كُـلِّ رُكْـنٍ نَـازِحٌ وَشَـرِيْـدُ
الْـفَـجْرُ يَهْذِي في دَهَالِيْزِ الْمَدَى
والشَّمْسُ عَنْ كَبِدِ السّمَاءِ تَحِيْدُ
قَدْ عَرْبَدَ الْمَنْحُوْسُ فِي اوْطَانِنَا
وَجَـمِـيْـعُ حُـكَـامِ الْبِلَادِ عَـبِـيْـدُ
لِلْغَرْبِ قَدْ وَهَبُوا وَلَاءَ عُرُوُشِهِمْ
وَعَـلَـى الْـمَـنَـابِرِ خَاطِبٌ عِرْبِيْدُ
لَنْ تَصْطَفِي هَذِي النُّفُوْسُ بِفَرْحَةٍ
حَـتّـى يُـرَدّدَ فـي الْـوِئَـامِ نَشِيْدُ
يَـا مَـنْـبَـرَ الْأحْـرَارِ هَـلّا سَـأَلْتَنِي
عَـنْ امْـنِـيَـاتٍ قُـلْـتَـهَا وَأعِـيْـدُ
هَدْمِ الْبُيِوْتِ عَلى الرّؤُوْسِ يُعِيْبُهُمْ
مَـا فَـادَنَـا شَـجْـبٌ وَلَا تَـنْـدِيْـدُ
في أمْنِيَاتٍ لِلْصَدَى ذِكْرَى صَفَتْ
حَـتّـى يُـجَـدِدَ فِـي الْحَيَاةِ وَلِيْدُ
وَبِـلَـيْلِـنَا الْـمَـأَفُوْنُ قُرْبَانُ الْهُدَى
حُـزْنٌ تَـعَـمّـقَ بِـالْـجِـرَاحِ نَـهِـيْدُ
مَـا زَالَ يَـسْـكُـنُ لَيْلَنَا صُوَرٌ نَبَتْ
وَالـذِّكْـرَيَـاتُ شَـوَاهِـدٌ وَشَـهِـيْـدُ
عَـمَّ الـسَّـلَامُ بِأَرْضِهَا يَا فَرْحَتِي
رَغْـمَ الْأسَـى الْـكُـلُّ فِيْكِ سَعِيْدُ
السِّلْمُ يَـبْـنِـي لِـلْأَنَـامِ عِـمَـادَهَـا
والْـحَـرْبُ سَيْرُ دُرُوْبِهَا التَّشْرِيْدُ
فَمَتَى تَعُوْدُ عَلى الْغُصُوْنِ بَلَابِلٌ
يُـحْـيِي فُـؤَادِي صَـوْتُـهَا الْـغِرِّيْـدُ
حسين حمّود

تعليقات
إرسال تعليق