كتبت الشاعرة المبدعة. د. عائده الطلوزي. ونصا بعنوان...... ما عادت بلاد العرب أوطاني...
ما عادتْ بلادُ العُربِ أَوْطاني
ترتَدي ثيابَ فخرٍ وتيجانِ
منْ ألبسَها وشاحَ الأحزانِ
نُسجَ منْ خيوطِ ظُلمٍ وبُهتانِ
بِلادي ما عدتُ أعرفُ ملامحَها
منْ اخترقَ حدودَ أَوْطاني
ورسمَ لحدودِها خارطةً أُخْرى
تحيطُها أسوارٌ وحواجزٌ لئَلّا
أَلتقي أَخي العربيَّ وَيَلقاني
منْ عبثَ بثَرى أَوْطاننا الحرَّةِ
فاختلطَ فيها التبرُ معَ الفضةِ
ما عدتُ أعرفُ الشّامَ منْ بغدانِ
منْ زرعَ فينا الجفاءَ والفرقةَ
منْ غيّرَ مَوروثَنا وعَقائِدَنا
منْ جَعلَ مجدَنا العربيِّ فاني
وَطَني منْ لوّثَ العُقولَ بالخِزي
وعِلمُنا أصبحَ في الطّبلِ والزَمرِ
منْ وأدَ ماضينا وشوّهَ حاضِرَنا
وطَبعَ غُربةَ الأُخوّةِ فينا
لا نفرّقُ بينَ العربِ والعجمِ
فاختلطَ الحابِلُ بالنابلِ
وتغرّبَ فينا حبُّ الأوطانِ
منْ أَنْسانا قراءةَ مَصاحَفِنا
لا نُميّزُ الخبيثَ من الطيّبِ
كَما اُُمرنا في السّننِ والقرآنِ
منْ أَنْسانا حبَّ عُروبتِنا
وتُهنا بينَ القاصي وَالدّاني
ومنْ مِنهُمُ يَرْجو الفخرَ لَنا
ومنْ في باطنِ الأرضِ يُردينا
يا عربُ منْ غيّرَ الأفكارَ فينا
ما عُدْنا نعرفُ المَجني مِنَ الجّاني
منْ أَماتَ النخوةَ والحميَةَ فينا
نَرى إخوتَنا تحتَ مَقاصلِ إعْدامٍ
نَصمتُ والصمتُ لباسُ عارٍ لَبسناهُ
نَنظرُ بِأمِّ أَعْيننا مَناظرًا
تَقشعرُّ لَها الأفئدةُ والأبدانِ
ونُبرّرُ لِمنْ استباحَ أَعراضَنا
وَدمُ إخواننا العُربِ القاني
يَسيلُ كَنهرٍ في القفارِ والوديانِ
هلْ ماتَ الشعورُ والإحساسُ
وَما عادَ ذبحهُمُ بيدِ الإجرامِ تُدْمينا
أَسَفي عَلى قلوبٍ ما هزَّها الورعُ
وطفلٌ هناكَ يصرخُ هاتفًا باكيًا
واعَرباهُ واَسفاهُ إِخواني
وحَرائرُنا ما عادَ لهُنَّ مَأوى
يَحميهنَّ منْ حَرقِ النيرانِ
أَسفي عَلى قلوبٍ تَحجرتْ
وأصبحتْ مَعدومةَ الوجدانِ
أَلا تَهبّونَ لنصرةِ إخوتَكمْ في غزةِ
وأشقاءً لنا في فِلسطينَ ولبنانِ
منْ باعَ عُروبتَنا وقضِيّتَنا
وَبدلَّ الجهادَ بالطَّربِ والمَغنى
ماذا تُجيبونَ حينَ اللهُ يَسألَكُم
وَحينَ يعاتبُكُمْ النّبِي العَدنانِ
هلْ سَتقولونَ خانَتْنا عَزيمَتُنا
ونَسيْنا أَنّنا في الإِسْلامِ إخوانُ
تَبًّا لكُمْ يا منْ بِعتمْ ضَمائِرَكُمْ
سَتشهدُ عَليكُمُ دِماءُ إِخواني
وتَشهدُ عَلى تَخاذلِكُم أوْطاني
عائدة طلوزي..الأردن
تعليقات
إرسال تعليق