كتب الشاعر المبدع. د. عبد الملك العبادي. قصيده بعنوان ..... رثاء العيدروس.....
((رثــــــــــــاء الــــعــــيــــدروس))
فـي رثـاء أسـتاذي وشـيخي الحبيب
الـعـلامة عـيـدروس بــن حـسـن بـن
مــــــحــــــمـــــد الــــــــهــــــــدار
-رحــمـه الله رحــمـة الأبــرار وغـفـر
لــــه وأســكـنـه فــسـيـح جــنـاتـه:-
مـالي أرى الـمُوتَ يَـصْطَادُ الورى تَبَعَا
ويـأخـذُ الـعَـالِمَ الـنِـحْرِيرَ وَالـوَرِعَـا؟!
لأنـنـي مِــنْ لـظـى الأحـزانِ مُـحتَرقٌ
أرى الـوجودَ اكـتوى مِـنْ حـرِّهِ جَـزَعَا
الــعَـارِفـونَ لــهــمْ جَــــاهٌ ومَــنْـزِلـةٌ
لإنـــهــمْ لِـفُـيُـوضَـاتِ الإلــــهِ وِعَــــا
لـولا الـرضاءُ لـضلّت مـهجتي وهـمت
مـنـي الـعيونُ عـلى إحـسانِهمْ وجَـعَا
الــعـيـدروسُ دعــــاهُ الــلّـهُ خَـالِـقُـهُ
فــطـارَ شــوقًـا لـــهُ لـمّـا إلـيـهِ دعــا
الــمـوتُ حـــقٌ ولـكـنَّ الـمُـصَابَ لــهُ
فـي الـقلبِ مـنزلةً عـظمى لـهَا جَـمَعَا
يـــا عــاذلـي لا تـلـمـني إنـنـي كَـلِـفٌ
فـيـمن إلــى ربّــهِ قـد صـارَ وانـقطعَا
نـظمتُ فـي فـضلهِ الأبياتَ فانتظمت
كـالعِقدِ تحكي جِرَاحًا في الفؤادِ نعى
وقـلـتُ: فـيـهِ قَـرِيـضًا يـزدهـي ألـقًـا
كــأنَّـهُ مِـــنْ جُــمَـانٍ صـغـتُـهُ وَلــعَـا
أثـــارَ مـوتُـكَ فــي الأعـمَـاقِ زوبـعـةً
وبــثَّ فـي داخـلي الأشـجانَ والـهَلعَا
يـــا أيــهَـا الـراحـلُ الـمَـفقودُ إنَّ لـنـا
مِـنْ بـعدِ فـقدِكَ ضِـلعٌ يـصطلي فَـزَعَا
قــد كُـنْـتَ حـقًـا إمـامًا عَـارِفًا وَجِـلًا
وعَـالِـمًا مُـرشِـدًا فـيكَ الـهُدى صَـدَعَا
رِبَــاطُ جــدِّكَ مِـشْـكَاةُ الـعُـلومِ ومَـنْ
كـمـثلِ جـدِّكَ أحـيا صـرحَهُ ورعـى؟!
وأنــتَ فــرعٌ نـمـا فـي غـصنهِ وعـلا
حـتـى اسـتـقامَ بـنـورِ الـعلمِ وارتـفعَا
يــــا أيــهَـا الـعَـالِـمُ الــهـدّارُ إنَّ لـــوا
الـبيضاء يـبكي دمًـا حـزنًا ومـا هَجَعَا
وصــرحُ جــدّكَ أضـنـاهُ الـبُكاءُ وهـلْ
إلا عـلـى مِـثْلِكُمْ نـبضُ الـهوى شُـرِعَا
يــاربِّ وارحــمْ حـبـيبًا جـاءَ مُـفتقِرًا
إلـيكَ يـرجو الـنّجا يا مَنْ إليكَ سعى!
حـتى إذا ما استوى في لـحّدهِ فَرَحًا
إلــى لِـقَـائِكَ مِـنْ فـرطِ الـجوى رَتَـعَا
فـصـلهُ يــا ربِّ واجـعـلْ قـبـرَهُ غُـرَفًا
مِــنْ الـجِـنَانِ فـكمْ مِـنْ ظـالمٍ دَفَـعَا!
وصـلِّ ربـي عـلى الـمُختَارِ مـا غـربت
شمسُ النَّهارِ وما صبحُ الضّحى سَطَعا
والآلِ والـصـحبِ ثــم الـتَابِعينَ ومَـنْ
عـلى خـطا نهجهمْ قـد آبَ وارتـدعـا
عـــــبــــد الـــمـــلــك الـــعـــبَّــادي.
تعليقات
إرسال تعليق