كتبت الشاعرة المبدعة. ساميه خليفه. نصا بعنوان...... آلة طاعنة في النواح......

 آلةٌ طاعنة في النّواح


هو ذا العازفُ يقطرُ من روحِه الأنينَ

أمطارُ المحبّة كانت وما تزال

مؤنسةَ المقهورين

ها هو ذا يعزفُ لهم سيمفونياتِ الأمل 

لعلّها تصلُ إليهم دفئًا 

بيوتُ البائسين اعتادتْ

أن تتدفّأَ على جمرِ الدّموع

أمطار المحبّة تبرّدُ مقلَ السّاهدين

وحينما الظلال تبحثُ عن أجسادِها

ذلك العازفُ يتقوقع في صومعتِه

ظلّهُ آلةٌ عتيقة

مقطعةُ الأوتار

طاعنةٌ في النّواح

عصفتْ بها رياحُ النّكبات

فكيف تُشلّ الرياحُ ويتوقّفُ النّزق؟

كيف تتوقّفُ العواصفُ

عن العبثِ بظلّهِ الصّامت ؟

هكذا نحنُ شعوبٌ فقدتْ ذاتَها

عبثتْ بنا الرّياحُ

ابتلعتْ أجسادَنا الحيتانُ

تركتْنا ظلالًا بلا أجساد

شتّتتنا الحروب

قطعتنا مقاصل الخيانة

إربا أربا

نحن ظلالٌ كئيبة

اغتربْنا عن أنفسِنا 

أشواطًا وأشواطا

هلّا نستعيدُ أنفسَنا التائهة منا

قبل أن يدقّ ناقوس الهزائم

ليعلنَ عن نهاية الكرامة ؟

هلّا نعود جسدا واحدا في أمّة؟

أم أنّ تشتّتَنا سيبقى فينا

إلى أبد الآبدين؟


سامية خليفة/ لبنان


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر حسن محمد الادلبي نص بعنوان......حبيبي أنا.....

كتب الشاعر المبدع محمد نجيب صوله نص بعنوان..... إلى من أناديها.......

كتب الشاعر المبدع. جليد محمد الأمين. قصيده بعنوان...... خانوا قضيتنا......