كتب الشاعر المبدع د. اسامه مصاروة. نصا بعنوان....... أعذريني.......

 أُعْذُريني

أُعْذريني لمْ أَعِدْ أَكْتُبُ شِعْرا

لمْ أَعُدْ أُحْسِنُ حتى اليومَ نَثْرا

مُنْذُ نوحٍ شُلَّ قلبي شُلَّ عقْلي

فاعْذُريني إِنْ غدا الْوجْدانُ قفْرا

كيْفَ لي في ظِلِّ غزْوٍ واحْتلالِ

وَشُعوبي في اختلالٍ واعْتِلالِ

كيفَ لي أّلّا أرى تقْتيلَ شعْبي

وأرى قومي بِقَتْلي لا يُبالي

قبلَ نوحٍ كُنتِ إلْهامي الجميلا

ونسيمًا يُنْعِشُ الْقلْبَ الْعليلا

كُنتِ حُبّي وَغرامي وَهُيامي

كُنْتِ لِي غيْثَا وعيْنًا سلْسَبيلا

أُعْذُريني مُحْبَطٌ جِدًا فؤادي

واكْتِئابي بعْدَ نوحٍ بازْدِيادِ

إخوتي الْيَوْمَ يبادونَ جميعًا

بِيَد الْحُكامِ دَعْمًا للْأعادي

هُمْ عبيدُ الْغَرْبِ والْغرْبُ لِنَذْلِ

وشعوبُ الْعُربِ مِنْ جُبْنٍ بِذُلِّ

كيْفَ لي أنْ أهتدي للشِّعْرِ حتى

أَتَغَنّى وَنِياطُ الْقَلْبِ تَغْلي

أُعْذُريني إنَّ قلبي يَتَداعى

فانْزَعوا الأَلْفَ قناعًا وَقِناعا

عَرَبٌ أنْتُمْ لُعِنْتُمْ وخَسِئْتُمْ

بَعْدَ أنْ صارَتْ أراضيكُمْ مَشاعا

إنَّ ذمّي قَدْ يراهُ الْبَعْضُ مَدْحا

فمليكُ الْعُرْبِ لا يَفْهَمُ قَدْحا

فعَديمُ الْعِرضِ لا يخشى السِّبابا

بلْ يرى في التَّقْريعِ والتَّقْبيحِ رِبْحا

أُعْذُريني لا تَلوميني كثيرا

الْعني الْكُلَّ مليكًا أوْ أميرا

وَرَئيسًا فاسِدًا بلْ وعميلا

إنَّ لي في الًصَّدْرِ قلْبًا وَضميرا

أُعْذُريني ما لنا غيْرُ الكِفاحِ

ولِشيخِ الْعُهْرِ فصْلٌ في النِكاحِ

سُنَنٌ قدْ أصبحتْ للذّلِ عُذْرا

خُطَبٌ تدعو لِصَمْتٍ وانْبِطاحِ

قدْ أرادَ الرَّبُّ أنْ تَحْكُمَ شَعْبا

هلْ أرادَ الرَّبُ أنْ تَظْلِمَ عُرْبا

وَتَخونَ الْعَهْدَ كيْ تُنْقِذَ عرْشا

كيفَ لا تُدْرِكَ قدْ أغْضَبْتَ رَبّا

أَيُّ الْحاكِمُ كُرْسِيُّكَ يبقى

حينما الْاُمّةُ تحيا لا لِتَشْقى

إنْ تَبِعْ عِرْضَكَ للْأَغرابِ طوْعًا

هل ستنجو مِن عقاب الرّبِ حقّا

لي سؤالٌ رُبَّما يبدو بسيطا

فَأنا لسْتُ خبيرًا أوْ مُحيطا

يا زعيمًا لا يرانا لِمَ تبْدو

عِنْدَ أغرابٍ يتيمًا أو لقيطا

هلْ إذا أَجْرَيْتَ اسْتِطْلاعَ صِدْقِ

دونَ أنْ يخشى الأهالي ضَرْبَ عُنْقِ

يا تُرى هل سيَقولونَ مديحًا

أمْ سَتَهْوي في خراءٍ دونَ طوْقِ

أُعْذُريني قدْ طغى الْحُزْنُ عَليّا

رُغْمَ أنّي كنتُ مِنْ قبْلُ شَقِيّا

إنّما ذُلّ بني قوْمي رَماني

وَأنا ما عُدْتُ يا ويْلي فَتِيّا

مجْدُكُمْ يا عُرْبُ في هذا الزمانِ

صارَ طيْفًا مِنْ غُبارٍ أوْ دُخانِ

يا نبِيَّ اللهِ ما قوْلُكَ فينا

رُبَّما قلْبُكَ يبكي في الْجِنانِ

أَيُّها الْحُكامُ أغبى الأغْبياءِ

يا رُموزَ الْعُهْرِ فينا والْبَغاءِ

أتَظُنّونَ شعارًا كالْغُبارِ

سوفَ يُنْهي سيْلَ دمْعي وَدِمائي

وَيْلَكُمْ يا عُصْبَةَ الشَّيْطان ويْلا

نَتِنٌ يُرْعِبُكُمْ صُبْحًا وَليْلا

ما لَكُم مِنْ رحْمَةِ الْرّحْمنِ حظُّ

بعْدَ أنْ قُمْتُمْ بِزَرْعِ الأرضِ جَهْلا

ويْلَكُمْ يا سبَبًا في كلِّ داءِ

كلِّ مأْساةٍ لشَعْبي وبلاءِ

بلْ لِقومي من مُحيطٍ لِخليجٍ

لنْ تَفِرّوا خلْفَكُمْ ربُّ السماءِ

أُعْذُريني إنْ بدا الوصْلُ بعيدا

واعْذُريني إنْ غدا القلبُ شريدا

ويْحَ قلبي بَلَغَ الْهمُّ التراقي

بَعْدَ أنْ صِرْتُ غريبًا بلْ طريدا

د. أسامه مصاروه



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتب الشاعر حسن محمد الادلبي نص بعنوان......حبيبي أنا.....

كتب الشاعر المبدع محمد نجيب صوله نص بعنوان..... إلى من أناديها.......

كتب الشاعر المبدع. جليد محمد الأمين. قصيده بعنوان...... خانوا قضيتنا......