كتب الشاعر الاديب المبدع د. محمد عبد القادر زعرورة قصيده بعنوان..... ( بَكَى الجِدَارُ عَلَى الجِدارٍِ )......
............... بَكَى الجِدَارُ عَلَى الجِدَارِ ...............
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد احمد عبد القادر زعرورة ...
بَكَتْ عُيُونُ الشَّيخِ مِنْ حَرِّ الجَوَى
عَلَى وَطَنِ يَضِيعُ فِي الأَسْحَارِ
وَبَكَى الرِّجالُ مَرَارَةً وَكَآبَةً عَمَّتْ
عَلَى الأَوطَانِ مِنْ مُسْتَوْطِنٍ غَدَّارِ
نَزَفَتْ عُيُونُ الشَّعْبِ دَمْعَاً قَانِيَاً
مِنْ غَدْرِ غُرْبَانٍ وَغَدْرٍ اِسْتَعْمَارِي
رَأَيْتُ عُيُونَهُمْ جَمْرَاً حُزْنَاً عَلَى
وَطَنٍ يَضِيعُ مِنْهُمُ بِغَابَةِ اِسْتِهْتَارِ
وَالأُمُّ تَبْكِ وَلِيدَهَا وَزَوْجَهَا المَذْبُوحُ
وَالذَّبْحُ وَالتَّنْكِيلُ وَالتَّقْتِيلُ جَارِ
حَتَّى المَسَاكِنُ في القُرَى تَبْكِ عَلَى
سُكَّانِهَا جُدْرَانُهَا تَبْكِ بِبَابِ الدَّارِ
سَجَدَتْ سُقُوفُ البَيتِ صَارِخَةً وَبَاكِيَةً
أَينَ المُغِيثُ وَأَيْنَ الجَارُ لِلْجَارِ
وَتَحَطَّمَتْ أَرْكَانُ دَارِكِ جَدَّتِي وَبَكَتْ
حَتَّى بَكَى فِيهَا الجِدَارُ عَلَى الجِدَارِ
وَتَحَطَّمَتْ جُدْرَانُ بَلْدَتِي كُلُّهَا هَبَطَتْ
عَلَى الأَرْضِ سَاجِدَةً تُقَبِّلُ أَرْضَ الدَّارِ
وَالنَّهْرُ في بَلَدِي يَنُوحُ عَلَى سَهْلٍ
رَوَاهُ مَعَ كُلِّ إِشْرَاقَةِ فَجْرٍ لِلْنَّهَارِ
وَالبَحْرُ يَبْكِ مَرَاكِبَ الصَّيدِ في حَيْفَا
وَعَكَّا وَيَبْكِ البَحَّارُ عَلَى البَحَّارِ
رَأَيْتُ الدَّمْعَ مُنْهَمِلَاً مِنَ عَيْنِ المَهَا
وَمُنْهِمِرَاً مِنَ السُّحِبِ السَّودَاءِ كَالأَمْطَارِ
رَأَيْتُ الحُزْنَ في عُيُونِ الشَّيخِ بَادٍ
وَالأَطْفَالِ وَالنِّسْوَانِ وَالجَارَاتِ وَالجَارِ
وَالْآلَامُ تَأْكُلُ المُهَجَ الَّتِي مَلَأَهَا الشَّوْقُ
إِلَى البُسْتَانِ وَالحَقْلِ وَإِلَى حَاكُورَةِ الْدَّارِ
وَالْكُلُّ يَبْكِ عَلَى عَيْشِ هَنِيءٍ في وَطَنِي
وَالْسُّورُ يَبْكِ عَلَى السُّورِ يَبْكِ عَلَى الأَسْوارِ
لَا الأَرْضُ هَانِئَةٌ وَلَا السَّمَاءُ يَطِيرُ بِهَا طَيْرٌ
وَلَا يُغَرِّدُ عَلَى الأَغْصَانِ أَلْحَانَاً لِأَزْهَارِي
وَأَنَا الحَزِينُ عَلَى وَطَنِي عَلَى قَمَرِي
عَلَى شَمْسِي الَّتِي تُضِيءُ كُلَّ أَقْمَارِي
أَنَامُ الَّلَيْلَ لَا أَغْفُو عَلَى أَلَمٍ أَلَمَّ بِيَ
وَبِمُهْجَتِي مِنْ ظُلْمِ جَارِي لِي وَأَقْدَارِي
يَنَامُ الحُزْنُ في عَقْلِي وَأَطْرَافِي فَلَا
أَغْفُو وَعَينِي تَبْكِ مِنْ ظُلْمٍ لِيَ جَارِي
وَيَأْكُلُنِي الأَسَى مُرَّاً عَلَى وَلَدٍ يُغَادِرُنِي
بِلَا عَوْدٍ إِلِى وَطَنِي إِلَى أَرْضِي وَدَارِي
وَرَأْسِي قَدْ رَمَاهَا الحُزْنُ بِالشَّيْبِ وَلَا
أَسْطِيعُ إِكْمَالاً لِدَرْبِي بِنِهَايَةِ المِشْوَارِ
رَمَتْنِي النَّكْبَةُ السَّودَاءُ في بِحْرِ ظُلْمٍ
مِنَ الظُّلُمَاتِ تَقْتُلُ بِي أَحَاسِيسِي وَأَفْكَارِي
رَمَتْنِي النَّكْبَةُ المُرَّةُ بِقَارِعَةِ الطَّرِيقِ
فَلَا أَدْرِي الَّذِي يَجْرِي الَّذِي يَكْوِينِي بِالنَّارِ
رَمَانِي الغَرْبُ بِالبَلْوَى وَبَالتَّهْجِيرِ يَظْلِمُنِي
لِأَنِّي كُنْتُ جَبَّارَاً وَحُرَّاً وَابْنُ أَحْرَارِ
........................................
كُتِبَتْ في / ١٣ / ١٠ / ٢٠١٦ /
... الشَّاعر الأديب ...
...... محمد احمد عبد القادر زعرورة ...
تعليقات
إرسال تعليق