كتب الشاعر المبدع جاسم العبيدي نص بعنوان.... ليل يسترجع أنفاسه.....
• ليل يسترجع أنفاسه
جاسم العبيدي
ليل يسترجع أنفاسه في الغرف المظلمة
في المدينة تنغرس مخالب الموت
ثمة أشجار مورقة تغتصبها الريح
تزيح عن كاهلها صباحاتها
وحيث أنا أتوقف
تنزلق أصابع الريح على جسدي
محملة بأنفاس عابقة بالندى
تدخل عبر أسلاك نافذتي
تحدق بي
امسك أصابعها بعنف لأشعر
بمرارة حرائقها
أرى جسدا يتمدد على أريكة قابعة تحت جدار الحلم
اشعر أن هناك نزفا لأرواح عابرة
ما جدوى تلك الروائح المعفرة
وهي تلتقط أنفاسها تحت زخات مطر شاحب
وعن أشجار ميتة تنفض أوراقها المحملة بنزيف الأرواح
وعن أقدام تتلمس طريقها في أبواب الغربة
وعن أعين تخفي دموعها تحت محاجرها
لا أحتمل اصطحاب يوم مليء بالضجيج
لا أهمية لان نبقى أوفياء لنهار بائس
يمتد أمام أعيننا باحثا عن نهاية مرعبة
مرة أخرى احمل كفي عاليا
امسك باليد الممتدة من الأعالي
يد الله تلوح لي من بعيد
ويدي لا تقوى على الوصول
•
النساء اللواتي يتقمصن أشكالهن
كلهن يكبحن جماح شهواتهن المتوقدة
يلونها بوجوه غامضة
وألوان باهتة
وها هنا كلهن يقفن على مدارج الانتظار
يفكرن بأن ينفدن خارج الأسوار المغلقة
وهن يتوزعن أسماءهن على علب فارغة
إلا من أصواتهن المتصارخة
هكذا تفيق أيامنا على كبح الأصوات المتصاعدة
السويعات تتوقف على أجنحة العصافيرالنافقة
لا احد هنا يطلق في أحشائهن أنين الأصوات
المتزاحمة عند رنين ساعات الانتظار
مهلا ..........
اشعر أن موتا بطيئا يحدق بأنفاسنا من بعيد
أيتها الأيام الموغلة بالجنون
تعالي نحرك عقارب ساعات أعمارنا
فنحن لانأبه بتلك العقارب الزاحفة
وهي تسير بنا ببطء
وها نحن نمزق أضلاعنا بخوف
وأيامنا تمر برعب مستتب
لم يعد لها ثمنا للفجيعة
وليس من زمن يحلق بنا لنحدق بما يطويه من أسى
خرافة كل تلك السويعات الباقية من أعمارنا
أيتها الأيام السارحة المتمردة بي
خذي زمن الطفولة
وامنحي زمني طفلا آخر
وسويعات تمتد الى ما بعده
تعليقات
إرسال تعليق