كتب الشاعر المبدع محمد الدبلي الفاطمي قصيده بعنوان *..... أيا لغة الحضارة لا تنامي....*
أيا لغَةَ الحَضارةِ لا تَنامي
أنا لغةُ الحضارةِ والكتابِ***أنا المطرُ المحــــمّلُ في السّــحابِ
أنا الفُصْحى بذكر الله تُتلى***فتنتفضُ العقولُ من السّـــــرابِ
أنا البحرُ المحيطُ بروح وحْيٍ***تعطّرَ بالهُدى عِـطْرَ الصّــــوابِ
أنا الإبداعُ ديناً وانتــــــساباً***أتوقُ إلى الفصــاحةِ في شبابي
فكيف تحوّلَ المنطوقُ لغْواً***وسيّدةُ اللّـــغاتِ بلا انتــــسابِ؟
////
أنا عربــــــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاحَ عـطْرا
يُعيّرني الضّعافُ بكلّ عجْزٍ***وَبِنْيةُ مَنــــــطِقي تنْسابُ يُـــسْرا
بعلمِ النّحْـــوِ بيّنها رجالٌ***وأغْـــــــنوْا إرْثـــــــــها أدباً وفـــكْرا
فجـــاءَ اليومَ قومٌ حاربوها***بلغــــوٍ في التّواصل صار جهْْــرا
فهل نسيَ الشّبابُ لسانََ مجْدٍ***أقام حضــــــــارةً بَرّاً وبـحْرا؟
////
لساني في الحديث لسانُ ضاد**وديني في الهُدى دينُ الرّشاد
تعقّبني التّـخلّفُ من قرونٍ***ولاحَقــــني التّدهْورُ في بـــلادي
وسعتُ كتابَ ربّ العالميـــــن***وعند الأهل قد كــثُرَ انتـقادي
رموني في الشبابِ بكلّ عُقمٍ**وفي الـتّدريسِ قد عَبثوا بزادي
فأضحى في الورى ذكري ضعيفاً***وعُطّلتِ العزائمُ في العـباد
////
أرى الفصحى بثورتها تجودُ***وسحرُ الضّاد يعشــــقُه الوجودُ
ورثنا العلم في القرآن فقهاً***وفيه الوحيُ يــــــــطبعُه الخلودُ
كتاب بالبيان أتى صريحـــــاً***فبان الحقُّ وانهزمَ الجحــــــودُ
وجاء الفتحُ بالفتوى مُبينـــــــــاً***يؤازرُ نصره الصّــمدُ الودودُ
وقد أضحى به الإسلامُ شمساً***أشعّةُ نورها نِعَــــــــــمٌ وجودُ
////
أيا لغة الحــــضارةِ لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــرَ في الأنـــام
أريدُك أن تعودي عند أهلي***وحرفك في الرّفيع مــن المــقام
فأنت الأمنُ في وطني وديني***وأنت النّور في غسـق الظّلام
أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فـــمي مسك الكلام
ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشـــقتك في غرامي
محمد الدبلي الفاطمي
تعليقات
إرسال تعليق